تنقسم الاسمدة غير الطبيعية بشكل عام إلى ثلاثة أنواع رئيسية :
1- الأسمدة النتروجينية: وهي التي تكون نسبة النيتروجين فيها عالية ويتم انتاجها بشكل رئيسي من الغاز الطبيعي وتشتمل على العديد من المواد من أهمها "الأمونيا" و "اليوريا" .
2- أسمدة الفوسفات: يتم انتاجها باستعمال مادة الفوسفات واهم منتجاتها مادة الـ "DAP" أو ثنائي امونيوم الفوسفات وهي المادة التي ستبدا "معادن" بانتاجها كما تنتجها سابك حاليا عبر أحدى شركاتها التابعة "ابن البيطار"..
3- أسمدة البوتاسيوم: وتعتمد على مادة البوتاسيوم ويتركز انتاجها في المناطق الغنية بالبوتاسيوم (الأردن مثلا).
سنقصر الحديث هنا على الأسمدة النتروجينية وبالأخص الامونيا واليوريا التي يتم انتاجها عبر تحويل الغاز الطبيعي الى أمونيا في المرحلة الأولى ومن ثم يتم استخدام الأمونيا كلقيم لانتاج اليوريا .. وفي العادة فإن مصانع اليوريا تكون متكاملة أي انها تنتج الامونيا واليوريا ومن النادر ان يتم شراء الأمونيا من السوق لغرض انتاج اليوريا وتقوم الشركات المتكاملة باستعمال جزءا كبيرا من انتاج الامونيا كلقيم لانتاج اليوريا بينما تبيع الفائض في السوق لاستعماله في صناعات أخرى.
مناطق التصدير الرئيسية: نظرا لكون انتاج الأمونيا واليوريا هو أبسط انواع التحويلات للغاز الطبيعي فإن المادتين يتم انتاجهما في عشرات الدول حول العالم (تنتج المادتين في 80 دولة على الأقل) ولكن معظم الدول تستهلك انتاجها محليا وتتركز مناطق التصدير بشكل كبير في ثلاث مناطق رئيسية:
1- الخليج العربي والشرق الأوسط: توجد شركتان كبيرتان في الشرق الاوسط وهما "قافكو" القطرية و "سافكو" السعودية فضلا عن العديد من الشركات الأصغر حجما في الكويت والبحرين و عمان وأبوظبي ومصر وليبيا والجزائر وايران ، وتعتبر هذه المنطقة من مناطق التصدير الرئيسية في العالم بسبب ان حجم الانتاج يفوق كثيرا الاستهلاك المحلي.. وتتميز هذه المنطقة بانخفاض التكاليف نظرا لانخفاض سعر الغاز الطبيعي .
2- منطقة البحر الأسود: أوكرانيا و روسيا من كبار منتجي المادة ومن كبار المصدرين في نفس الوقت (40 % من تجارة الامونيا واليوريا العالمية) .. خلال العقد الماضي قامت روسيا برفع اسعار الغاز المصدر لأوكرانيا بشكل مستمر وهو ما أدى الى رفع التكاليف حيث فقدت أوكرانيا مكانتها كمركز تكاليف منخفض للمادة..
3- منطقة البحر الكاريبي وامريكا الوسطى: تتميز بتكاليفها المنخفضة مثل الخليج العربي (ترينيداد والمكسيك و فنزويلا) وتقوم بتصدير منتجاتها للولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا الجنوبية..
بطبيعة الحال فهناك دول أخرى تقوم بالتصدير مثل كندا واندونيسيا واستراليا وكذلك الصين ولكنها تعتبر اقليمية وليس على المستوى العالمي (مثلا معظم الصادرات الكندية موجهة للسوق الامريكي) .
يتم تحديد الأسعار العالمية بشكل رئيسي عبر مركزي التصدير الرئيسيين (البحر الاسود) و (الخليج العربي) وفي العادة يتم التصدير من البحر الأسود الى أوروبا وأمريكا الجنوبية، أما صادرات الخليج فتشمل آسيا وامريكا الشمالية وافريقيا .
خلال العشرين سنة الماضية شهدت صناعة الأسمدة تحولات تاريخية اهمها تحول الصين من أكبر مستورد للمادة في نهاية عقد الثمانينات إلى دولة تحقق الاكتفاء الذاتي بحلول عام 1997 ومن ثم مصدرة في وقت لاحق وهو ما أدى آنذاك إلى الضغط على الأسعار العالمية لفترة طويلة (1997 – 2003)... كما تناقص الانتاج في الولايات المتحدة الامريكية خلال السنوات الـ 15 الاخيرة بشكل مستمر لأسباب متعددة لتصبح بذلك أحد اكبر المستوردين بالاضافة الى الهند...
ولفترة طويلة كانت تكلفة الانتاج في أوكرانيا هي التي تحدد قاع الاسعار التي يمكن الوصول اليها (100 – 130 دولار للطن) إلا ان قيام روسيا برفع أسعار الغاز بشكل مستمر جعلت التكاليف ترتفع هناك حيث تقدر تكاليف المنتجين في اوكرانيا حاليا بما بين 200 الى 240 دولار للطن ويعني ذلك انه من الصعب أن تهبط الاسعار لأدني من هذا الرقم لأنه في حالة حدوث ذلك فسيتوقف الانتاج الاوكراني و يمكن ملاحظة ان الأسعار العالمية لليوريا لم تهبط دون مستوى الـ 250 دولار طوال السنوات الخمس الماضية سوى لفترات قصيرة..
ينتظر ان يتخطى الشرق الأوسط البحر الاسود من ناحية الأهمية كمركز تصدير حيث يتوقع ان يرتفع الانتاج الى 25 مليون طن معظمها مخصص للتصدير