البيئة .. شجون وهموم
لعل من أكثر الأخطار التي تواجه العالم بأكمله في مسألة التلوث وتدمير الطبيعة التي يحيا فيها الإنسان وبقية الكائنات الحية والسلوك الخاطيء في التعامل مع البيئة دون ضوابط ومفاهيم ومعايير يتسبب في فقدان الطبيعة أهم عناصرها التي سخرها الله سبحانه لحياة كل الكائنات على سطح الأرض.
وقد بات من المعروف أن الإنسان بغروره هو المسؤول الأول عن هذا التلوث . ولا يخفى على أحد أن الحضارة ومفرزاتها وتوابعها وثمنها التي يسعى إليها الإنسان تعتمد على الصناعة والتكنولوجيا ، والصناعة لها فضلات ملوثة تنفثها مداخن المصانع ومجارير التخلص من النفايات السائلة والغازية والرماد وتلقيها غالبا دون تقدير عواقب في مجاري الأنهار أو في البحار وكذلك ماتفعله الحروب من تلويث للبيئة بإستخدام الأسلحة البيولوجية والكيميائية والجرثومية وصناعة المستحضرات الكيماوية الطبية البشرية والزراعية والحيوانية ، غير المراقبة التي تستخدم كهرمونات أو كقاتلة للحشرات ، إضافة للإستخدام السيء للمياه والتسبب في الهدر غير المضبوط وإقتلاع الأشجار والأحزمة الخضراء ، مما يسبب أيضا إمتداد وتوسع الصحاري وقتل الحيوانات البرية والبحرية دون ضابط ، مما يؤدي إلى إنقراض أنواع كثيرة منها والتهجين والإستنساخ العشوائي والعقاقير غير المراقبة.
وقد سمعنا بتلف في طبقة الأوزون ، كما نسمع في كل يوم شح المياه الصالحة للإستخدام البشري هنا وهناك
(وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) [الأنبياء: 30]. ولولا الله ثم الماء الذي خلقه سبحانه وتعالى ما كان الإنبات ولا النبات ولا حياة لأي كائن على وجه الأرض دون توافر عنصر الماء ، تنوعت تفسيرات المفسرين والعلماء والدارسين لهذه الأية الكريمة تبعاً للوقت والمعطيات ودرجة ماأعطي كل إنسان من علم.
من المعلوم أن الأرض كانت كتلة نارية ، ومازالت تلك الكتلة تسكن باطن الأرض ، ولنا أن نتحقق من ذلك من خلال رؤية بركان مثلاً ، وهذه الكتلة النارية مقبلة على الخفوت والتبرد مع تقدم الزمن وببطء شديد بحساباتنا البشرية والتبرد يسبب التقلص (ننقصها من أطرافها ) ، وأيضا يتسبب في إنقاص عنصر الماء الموجود في فضاء وسطح وباطن الأرض.
ومن هنا نكتشف خطورة المشكلة التي يمكن أن تتعرض لها كل الكائنات لو فقد عنصر الماء.
كل هذا يجعل أمر الحفاظ على سلامة البيئة أمراً أعلى درجات الأهمية وقد أصبح الهاجس الأكثر قلقاً لكثير من الدول والحكومات ، ومن أجل ذلك أقيمت الدراسات والمؤسسات والبحوث والنشاطات العامة والرسمية والخاصة التي تعمل بجهد دؤوب للحفاظ على سلامة البيئة بمحاورها المتعددة.
وكل هذا في سبيل توعية الإنسان الى المخاطر التي سيتعرض لها لو خالف شرع الله سبحانه وتعالى. وكما تقول القاعدة الفقهية أن (لا ضرر ولا ضرار) وعلمنا الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) أن ( نزرع ولا نقطع) وأن (نميط الأذى عن الطريق) وأن (النظافة من الأيمان).
ناهد بنت أنور التادفي/الرياض