الهيدروجين.... ومستقبل إنتاج الطاقة الكهربائية

الهيدروجين.... ومستقبل إنتاج الطاقة الكهربائية

 

الهيدروجين.... ومستقبل إنتاج الطاقة الكهربائية

 لقد حقق الإنسان عبر تاريخه الطاقي تألف بينه وبين المجال الطاقي المتوفر لديه والذي يعيش منه على مرحلتين كبيرتين : تعرف الأولى بطول مدة إستغلاله الطاقات المتجددة من حرارة الشمس والرياح وجريان المياه وخاصة طاقة الكتلة العضويه. وظلت القدرة الطاقية المتوفرة والتي يتحكم فيها الإنسان خلال هذه المرحلة جد ضعيفه ، تحد من طموحاته وقدراته في مسيرة التقدم ومسيرة تطوير وتنمية مجتمعه. وبدأت المرحلة الثانية نهاية القرن الثامن عشر مع بداية الثورة الصناعية ، وصاحب وتيرة التصنيع خلال هذه الفترة إستنزاف سريع للمخزون الطاقي الإحفوري.

ومما لاشك فيه ، أن إستهلاك الطاقة بالشراهة التي كانت لازالت تستفحل الى يومنا هذا ، سيحدث أضرارا بالغة في التوازن الإنساني والطبيعي وسيتسبب في المزيد من الكوارث الإيكولوجيه وغيرها التي باتت تهدد سكان الأرض والإنسانية .

أمام هذا الوضع الحالي الذي لاتحسد عليه طبيعتنا التي تطلب منها تكوين الرصيد الطاقي الإحفوري عشرات الملايين من السنين ، وأمام المشاكل البيئية الناتجه عن الإستعمال المفرط وغير المسؤول لهذه المصادر، تجد الإنسانية نفسها لأول مرة في تاريخها أمام تحديات جسام تفرض عليها إتخاذ بسرعة وحزم القرارات الصائبة لتصحح من جديد مسارها الطاقي.

مجال التفكير وإتخاذ القرارات شاسع طبعا ، ولكن ستظل في كل الأحوال القرارات التي ستضمن تواجد ملائم للإنسان في بيئته وطبيعته التي فطره الله عليها هي القرارات الصائبة.

من المنتظر أن يلعب الهيدروجين دوراً ريادياً في مجال الطاقة في المستقبل ، ولا سيما وإن المواد الأولية لإنتاجه غزيره ودائرة إنتاجه وإستعماله تمتاز بتوافق عالٍ من شروط التنمية المستدامة. وبإمكان نظام طاقي يعتمد على الهيدروجين كحامل طاقي أن يجعل المصادر الطاقية المتجددة في متنوال المستهلك.

والتطور التكنولوجي المتزايد الذي نتابعه في مجالات إنتاج الهيدروجين وأساليب تخزينه وطرق نقله وميادين إستعماله سيفرضه حتماً على نطاق واسع.

ويتحلى الهيدروجين بخصائص فيزيائية وكيميائية ممتازة تمنحه صفة المحروق المستقبلي الشامل.

والتقدم الحاصل بالموازاة في تطوير خلايا الإحتراق دليل على إمكانية تجاوز معضلة خزن وتوزيع الطاقة من أصل متجدد . تنتج هذه الخلايا الطاقة الكهربائية مباشرة بتحويل الطاقة الكيميائية بكفاءة عالية.