الصفات الفيزيائية لمياه البحر الميت
مستوى سطح مياه البحر الميت
يتكون البحر الميت من حوضين : شمالي رئيسي عميق ومتسع وجنوبي ضحل وصغير. تعتمد مساحة البحر الميت على إرتفاع الماء فيه فعندما يكون البحر الميت كثير الماء أي ذو مستوى أعلى تصبح مساحته أكبر لأنه يغطي أراض ٍ جديدة والعكس صحيح في أنه كلما ازداد التبخر كلما صغرت مساحة سطحه . يساعد على هذا التصور وجود أراض ٍ جنوبي البحر الميت لا ترتفع إلا قليلاً جداً عن الحوض الجنوبي منه ، وتمتد مسافة تزيد على 20 كم جنوباً حتى جرف خنيزيرة . بلغت مساحة البحر الميت سنة 1960م عندما كان مستوى سطحه 5 , 397 م تحت سطح البحر المتوسط 1000 كيلومتر مربع . أما حجمه فقد بلغ 143 كيلو متر مكعب.
كان مستوى سطح البحر الميت عرضة للتغير هبوطاً أو صعوداً على مر الزمن منذ نشأته فقد تغير السطح عشرات الأمتار في مئات السنين الماضية ولقد كان التغير 10 أمتار تقريباً في القرن الماضي , أما العوامل التي تؤثر في هذا التغير فهي :-
- المناخ بما فيه درجة الحرارة وكمية الأمطار.
- أعمال الإنسان بما فيها الأعمال الزراعية أو السدود أو التحويل.
أما أعمال الإنسان فقد أدت إلى تغيرات واضحة في مستوى ماء البحر بين سنتي 1930 و 1936م حيث إنخفض المستوى 3,5 م. ثم في بين سنتي 1955م و 1963م حيث إنخفض المستوى 4 أمتار تقريباً. ثم أستمر الإنخفاض منذ عام 1963 وحتى الأن حيث إنخفض خمسة أمتار الى -5,400 م وما زال مستوى سطح البحر ينخفض باستمرار.
ففي الحالة الأولى أُقيم سد سنة 1929 قرب مخرج بحيرة طبرية لرفع مستوى الماء فيها , وأُقيم سد آخرعند ملتقى نهر اليرموك ونهر الأردن لإنشاء بحيرة بنحاس.أدى كل ذلك الى حبس المياه الذهبية إلى البحر الميت,مما أدى إلى إنقاص مستواه. ولقد نتجالإنخفاض الحاد الثاني في مستوى الماءبسبب رفع منسوب مياه بحيرة طبرية مرة أخرى والمحافظةعلى ذلك المنسوب (في أوائل الستينات) وهذه الفترة هي التي سبقت مباشرة تحويل مياه طبرية أو نهر الأردن إلى النقب في جنوب فلسطين الذي عقد على أثره مؤتمر القمة العربي الأول 1964م في مصر. ولقد إستمر هبوط مستوى الماء في البحر الميت منذ ذلك الوقت وحتى الأن بشكل مستمر.
الأمواج
البحر الميت بحر مغلق صغير محاط بالجبال ، ومن ثم فإنه لا يتوقع فيه أمواج عالية كأمواج المحيطات المفتوحة ، أعني أمواجه تحصل في فترة هبوب الرياح الشديدة في المنطقة وخصوصاً في الشتاء والى حد ما في الربيع والخريف ، والرياح في الغالب شمالية جنوبية . ومن ثم فالأمواج تتجه من الشمال نحو الجنوب وتبدأ الرياح بالحركة وكذلك الأمواج حتى الثالة عصراً بعدها تبدأ الأمور بالهدوء من جديد. وما أن تصل الساعة الثامنة مساءً حتى يعود البحر هادئاً ويبقى كذلك حتى الصباح.
الشفوفية (تعني أن يكون واضحاً جداً بحيث يمكن رؤية الأشياء بوضوح)
شفوفية الماء هي أقصى مسافة أو عمق يمكن أن يرى عليه قرص معدني أبيض قطره 30 سم (قرص secchi). بلغت هذه المسافة في البحر الميت بين 5 م وحتى 4 م ( قارن ذلك 10 م – 30 م في البحر المتوسط ) .
حرارة المياه
تتأثر درجات حرارة المياه السطحية بقربها أو بعدها عن الشاطيء وبالتالي عمق عمود الماء في تلك النقطة . وتعتمد أيضاً بالطبع على الوقت من السنة أي صيفاً وشتاءاً . إن معدل درجات الحرارة السطحية للحوضين الجنوبي والشمالي تشكل دورة واضحة كل الوضوح . فبينما يحصل أعلى معدل لدرجة الحرارة (37 درجة مئوية) في شهر آب(أغسطس) فإن أدنى معدل هو (19-23 درجة مئوية) ويحدث في شهري كانون الثاني وشباط (يناير وفبراير).