ارتفاع ضغط الدم وأمراض أخرى بسبب الضوضاء
إن التعرض لمستويات عالية الشدة تؤدي الى الأثارة والتوتر . ونحن نتوقع إذن أن الأصابة بالأمراض ذات الصلة بالتوتر(كالضغط العالي والقرحة وما اليها ) قد تزيد بالتعرض للضوضاء المزعجة . غير أن نتائج البحوث في هذا المجال ليست قاطعة .فقد اثبت العلماء من خلال الدراسات التي تمت في هذا المجال أن الضوضاء عامل من العوامل المرضية هو برهان ضعيف ، وهو أمر يمكن توضيحه ذلك أن التعرض للضوضاء ذات الشدة العالية يؤدي الى تحفيز خلايا الجلد والى تضييق في الأوعية الدموية القريبة من سطح الجلد ، وإلى أرتفاع الضغط في الدم والى الزيادة في بعض الأفرازات الجلدية .
وهذه التغيرات الفسيولوجية يصاحبها توتر واضطرابات في الأوعية الدموية ، غير أن ليست هناك دراسات معملية مضبوطة أجريت لتؤكد العلاقة ما بين الضوضاء ومرض القلب، أما الدراسات التي اقتصرت علىإيجاد معاملات الأرتباط فقد بينت إن الضوضاء يصحبها تقارير عن حالات مرضية حادة ومزمنة ، وعن زيادة في أستهلاك الأقراص المنومة‘ وعن الحاجة لزيارة أو استشارة الطبيب.
وهناك دراسات اسفرت عن وجود ارتباط بين تعرض الأمهات للضوضاء التي تحدثها الطائرات وموت الجنبن . كما إن هناك دراسات اخرى عديدة عنيت ببحث المشكلات الصحية للعاملين في الصناعة فيما بختص بالتعرض للضوضاء . وانتهت الى نتيجة مضمونها ان التعرض للضوضاء العالية الشدة يصحبها اضطرابات الأوعية الدمويةالقلبية ، الحساسية، التهاب الحلق ، اضطرابات بالهضم . وقد اسفرت البحوث ايضاً عن ان شباب العمال ذوي الخبرة المحدودة بالعمل يعانون اكثر من غيرهم عند التعرض للضوضاء، وهم بذلك يبرهنون على ان العمال ذوي الخبرات الفنية قد كيفوا حاسة السمع مع الضوضاء .
ان اثار الضوضاء ترتبط اساسا بالمؤثرات كالملوثات الصناعية ،التوتر بالعمل ، الضغوط الأقتصادية او تكون قاصرة على اولئك الذين لديهم استعداداً خاص للتأثير بأضطرابات فسيولوجية معينة .
(( الضوضاء )) ... أبتعد عنها ،، وإلا .. !
الأصوات العالية الشديدة يمكن أن تحدث تمزقاً في طبلة الأذن أو في أجزاء أخرى، ففقدان السمع يحدث في مستويات أقل وذلك بسبب الخلل الدائم أو المؤقت الذي يصيب الخلايا الشعرية الدقيقة الموجودة في عضو السمع( القوقعة ) بالأذن الداخلية ، عند حدوث فقد في السمع لتردد معين فإنه يتطلب إحداث صوت أكبر من الصوت ذي السمعة المعتادة لكي يسمع هذا الشخص هذا التردد .أما المؤشر العادي لفقدان السمع بالنسبة لتردد معين فهو عدد الديسيلات التي تزيد عن الترددات العادية التي يتطلبها الشخص ليصل الى العتبة الجديدة أي لكي يسمع، ويتدرج فقد السمع تحت واحد من النوعين :
1- إزاحة مؤقتة للعتبة : وفيها تسترجع العتبات المزاحة العادية لأصلها خلال 16 ساعة بعد زوال الضوضاء المخربة.
2- إزاحات تستمر أثارها شهر أو أكثر بعد توقف التعرض للضوضاء المخربة ويسمى هذا النوع بالضوضاء المحدثة لفقدان السمع بالتأثير .