الرصاص
الرصاص عنصر كيميائي رمزه ( pb ) وعدده الذري 82
الرصاص فلز ثقيل ذو كثافة مرتفعة ويوجد في الأحوال العادية بلون فضي مزرق والذي سرعان مايفقد لمعانه إلى لونٍ رمادي معتم عند التعرض للهواء.
يدخل الرصاص في تركيب عدد من السبائك وهو ايضاً فلزٌ طريٌ مطواع وقابل للسحب والتطريق كما أنه فلز مستقر وثلاثةٌ من نظائره تقع في نهاية سلسلة إضمحلال العناصر الثقيلة المشعة.
يستخرج الرصاص من خاماته بسهولة ومنذ قديم الزمان تمكن الإنسان في العالم القديم من إستحصاله وخاصة من معدن غالينا الذي يعدّ المصدر الرئيسي لأستخراج الرصاص،بما أن الفضة غالباً ماترافق الرصاص في خاماته،لذلك كان السعي للحصول على الفضة سبباً في معرفة الرصاص واستخدامه في مجالات الحياة اليويمة في روما القديمة. بلغ الإنتاج العالمي من الرصاص سنة 2014 حوالي 10 ملايين طن وكانت نسبة الحصول عليه من تدوير المخلفات الحاوية على الرصاص أكثر من 50%.
ساعدت الخواص المميزة للرصاص من الكثافة المرتفعة والإنخفاض النسبي لنقطة الإنصهاروخموله الكيميائي تجاه الأكسدة بالإضافة الى وفرته النسبية المرتفعة وإنخفاض ثمنه من أستخدامه في العديد من التطبيقات التي شملت على سبيل المثال الإنشاءات والوقاية من الإشعاع والسباكة وصناعة البطاريات والطلقات والمقذوفات والأثقال والسبائك المختلفة مثل سبائك اللحام وسبيكة بيوتر والسبائك سهلة الإنصار(الصهورة) ، بالإضافة إلى إستخدامه سابقاً في مجال الدهانات وإضافته إلى وقود السيارات (على شكل مركب رباعي إيثيل الرصاص.
الرصاص فلز سام
الأمر الذي أدى إلى الحد من تطبيقاته في أغلب الدول بعد إكتشافه سمّيّته.
يؤثر الرصاص سلباً داخل الأجسام الحيوية حيث يكون تأثيره مشابهاً للسموم العصبية من حيث القدرة على الإضرار بالجهاز العصبي وتعطيل الأداء الوظيفي لبعض الإنزيمات الحيوية مسبباً إضطرابات عصبية وحركية.
التسمم بالرصاص هو نوع من أنواع التسمم المعدني الناجم عن تراكم الرصاص في الجسم. يعتبر الدماغ هو أكثر الأعضاء حساسية للرصاص وقد تشمل أعراض التسمم الآم في البطن والإمساك والصداع والتهيج ومشاكل الذاكرة وعدم القدرة على إنجاب الأطفال "العقم" ووخز في اليدين القدمين ، يسبب التسمم بالرصاص مايقرب من 10% من حالات التخلف العقلي التي تحدث لأسباب غير معروفة وخلافاً لذلك يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاكل سلوكية. يترك تسمم الرصاص بعض الأثار الدائمة وقد يحدث في الحالات الشديدة فقر دم والنوبات والغيبوبة أو الوفاة ، يمكن أن يتعرض المرء للرصاص عن طريق الهواء الملوث أو الغبار أوالطعام أو المنتجات الإستهلاكية. الأطفال معرضون لخطر أكبر لأنهم أكثر عرضة لألتقاط الأشياء من الأرض ووضعها في أفواههم مثل تلك التي تحتوي على طلاء الرصاص، كما أنهم يمتصون نسبة من الرصاص الذي يأكلونه أكبر بكثير من البالغين. ويعتبر التعرض في العمل سبب شائع للتسمم بالرصاص لدى البالغين الذين يمتهنون بعض المهن ذات خطر التعرض للرصاص.
يتم التشخيص عادةً عن طريق قياس مستوى الرصاص في الدم وقد وضعت مراطز مكافحة الأمراض بالولايات المتحدة الحد الأعلى لمستوى الرصاص في دم البالغين عند 10 ميكروغرام / ديسيلتر(10 ميكروغرام/100غرام) وللأطفال عند 5 ميكروغرام / ديسيلتر.
ويمكن أيضاً الكشف عن الرصاص المرتفع من خلال الكشف عن التغيرات في خلايا الدم الحمراء أو الخطوط الكثيفة التي تظهر في عظام الأطفال كما تظهر على الأشعة السينية.
يمكن الوقاية من التسمم بالرصاص ويشمل ذلك بعض الجهود الفردية مثل إزالة العناصر المحتويةعلى الرصاص من المنزل والجهود المبذولة في مكان العمل مثل تحسين التهويةوالمتابعة المستمرة للحالات ، كما يمكن ذلك أيضاً من خلال السياسات الوطنية، مثل إصدار القوانين التي تحظر إستخدام الرصاص في المنتجات مثل الطلاء والبنزين والقوانين التي تنص على تنظيف التربة الملوثة.
يعتمد العلاج بشكل رئيسي على إزالة مصدر الرصاص وإستخدام الأدوية التي ترتبط بالرصاص حتى يتمكن الجسم من التخلص منها. يُعتقد أن الرصاص أدى إلى 853.000 حالة وفاة في عام 2013 ويحدث ذلك بشكل عام في العالم النامي خاصةً بين الفقراء الذين هم أكثر عرضة للخطر. ويعتقد أن الرصاص مسؤول عن 0.6% من عبيء المرض في العالم . إمتهن الناس التعدين واستخدام الرصاص منذ الآف السنين. كما وُصف تسمم الرصاص منذ ما لا يقل عن 2000 سنة قبل الميلاد في حين تعود الجهود الأولى المبذولة للحد من إستخدام الرصاص إلى القرن السادس عشر على الأقل . وبدأت المخاوف المتعلقة بمستويات التعرض المنخفضة في عقد السبعينات من القرن العشرين مع عدم وجود مستوى أدنى اّمن للتعرض للرصاص.