النفط والغاز و الصناعات الكيميائية والبتروكيميائية ودورها في التنمية المستدامة

النفط والغاز و الصناعات الكيميائية والبتروكيميائية ودورها في التنمية المستدامة

 

النفط والغاز و الصناعات الكيميائية والبتروكيميائية ودورها في التنمية المستدامة

 

يعتبر النفط من أهم الموارد لتوفير العائدات المالية الضرورية لتمويل خطط التنمية الإقتصادية والاجتماعية.

وقد لعب النفط دوراً مهماً ورئيسياً في دعم التنمية منذ اكتشافه ولحد الآن سواء كان على صعيد الأقطار المنتجة أو المستوردة له . ويعتبر النفط سلعة استتراتيجية ومادة أساسية في الصناعة وله أثراً فعّالاً في مختلف الأوجه الإقتصادية والاجتماعية والبيئية . ويساهم النفط مساهمة فعّالة في التنمية الإقتصادية عن طريق ما توفره العوائد البترولية لتمويل السلع الاستهلاكية والخدمية . ويمكن استغلاله في بناء قاعدة صناعية كونه أحد عناصر الانتاج الضرورية لأية صناعات أخرى ، وكذلك توفير فرص عمل كثيرة في البلدان المصدرة والمستوردة .

ونتيجة لارتفاع صادرات النفط وبنسب عالية فقد كان له تأثيراً كبيراً على التنمية البشرية في مجال الصناعة والزراعة والخدمات .

هنالك اهمية متناهية لتطوير الصناعة الهيدروكاربونية والبتروكيمياوية والصناعة الدوائية والغذائية والاسمدة والمنظفات والاصباغ والبطاريات والبوليمرات والزيوت والرزين والبلاستك. وعملية تخليص البيئة من الملوثات ومعالجة المياة .

 

وبسبب التحديات التي يواجهها العالم حالياً وفي المستقبل والمتمثله بمشاكل الطاقة والمشاكل البيئية والرعاية الصحية وتوفير فرص العمل والمشاكل البيئية تبرز اهمية الاهتمام بالصناعة الكيميائية والبتروكيميائية ودورها في خلق الافكار الجديدة في تطوير هذه الصناعة وتحسين الخدمات ممايوفر فرصاً للعمل والمحافظة على البيئه ودعم الاقتصاد .

 

وقد بدأت كثير من الدول بتطوير صناعاتها الكيميائية والبتروكيميائية عن طريق إقامة أو التخطيط لإقامة مشاريع جديدة ومتطورة . وتعتبر الصناعات الكيميائية والبتروكيميائية من أكثر الصناعات تطوراً لاعتمادها على الثروات الطبيعية المتمثلة في النفط والغاز والمعادن . وتعتبر صناعة الأسمدة الكيميائية احدى المدخلات الهامة للانتاج الزراعي خاصة فيما يتعلق بتحسين التربة وتغذية النباتات ( اليوريا والأمونيا والأسمدة المركبة والسائلة ) .

 

ولابراز الدور المتميز للصناعة الكيميائية والبتروكيميائية وماتحتلة في الاقتصاد العالمي نذكر بان حجم منتجاتها يتجاوز ال 70 الف منتج ويصل حجم مبيعاتها الى مايزيد على 2,2 ترليون دولار كما تضم تلك الصناعة اكثر من 10 مليون مهندس وخبير أضافة الى 50 مليون شخص معني في هذا القطاع اما عدد المصانع المنتجة الى الاسواق العالمية فيتجاوز عددها 400 مصنع كبير, وتجدر الاشارة الى ان الوضع لايخلو من عدد من التحديات منها زيادة عدد السكان الذي سوف يصبح بحلول عام 2100 اكثر من 10 بليون

نسمة وهذه الزيادة تلقي بظلالها على الاقتصاد وعلى الطاقة وعلى كمية الانتاج وكذلك المناخ وماتسببة من                                           

 الانبعاث الحراري وغاز ثاني اوكسيد الكاربون حيث من المعروف بانها تعاني حالياً من أنبعاث 30 بليون طن من هذا الغاز ممايؤثر في حدوث مشاكل كبيره كظاهرة الاحتباس الحراري وسوف يصل الانبعاث الحراري في عام 2050 الى 65 مليون طن و كذلك استخدامات الكلوروكاربون والمبيدات الزراعية والأسمدة.

 

وتجدر الاشارة الى التذكير بالمستقبل الواعد للحلول التي ستتوصل اليها الهندسة الكيميائية والبتروكيميائية أخذةً بعين الاعتبار اهمية التوازن بين ماهو اقتصادي وبيئي من خلال البحث عن مصادر جديدة للمواد الاولية كالاعتماد على المنتجات الزراعية وعلى الطاقات المتجددة وتدوير الفضلات الصناعية وتطوير الوحدات الانتاجية عبر ادخال التكنولوجيا الحديثة وقواعد البيانات والبرمجيات الحديثة الخاصة بالنمذجة الرياضية والنانو تكنولوجي التي ستشكل بديلاً لما هو موجود حالياً من الصناعة الكيميائية والبتروكيميائية كما يمثل اتجاه تلك الصناعة نحو البيولوجيا من اهم مايميز المرحلة القادمة بما في ذلك تطوير انتاج وقود الديزل الحيوي وكذلك اعتماد الطاقة المتجددة وزيادة كفاءتها كالطاقة الشمسية والرياح والطاقة النووية ومغادرة التكنلوجيا القديمة .

 

كما يساهم القطاع الزراعي للحصول على ماهو اكفء للصناعة ومن ذلك الديناميكا الحرارية فالتطورات الحديثة ذاهبة حتماً الى عهد جديد يتمثل بالنانو وتقنية المعلوماتية والبايو تكنولوجي والعوامل المساعدة البايولوجية وأعادة التدوير والتي تشكل الهندسة الكيميائية والبتروكميائية محور هذا التغير .

 

   ومن الله التوفيق .....